في منزل العمة روزي
اقترحت زوجتي ذلك اليوم أن نزور عمتها فهي كبيرة العائلة وتسكن في نفس المدينة وبعدها يكون في الغد ننطلق لزيارة اهلها في القرية , شخص مثلي لديه تفرغ كامل للحياة فلم أمانع .
وفعلاً ذهبنا لعمتها , وفي الطريق قلت لزوجتي : من المستحسن أن نحمل في ايدينا شيئاً ما كهدية . هي عادة تعلمناها في السعودية ( خذ معاك فطاير وحلى ) قالت : عندما نصل سيكون بجوار المنزل محل سنشتري منه . ابتسمت سعيدا بتحقيق نقطة مهمه أمام زوجتي أنني شخص يعرف الأصول , رجعت للخلف ورفعت يدي ممسكا بالحدائد المعلقة في سقف الجبني كمن ركب الجبني منذ نعومة أظافره والحقيقة انني شاهدت رجلا يفعل ذلك فقلدته .
عند وصولنا لبيت العمة كان هناك محل لبيع الدجاج ( ليتشونق مانوق ) كما يسمونه ونعرفه نحن ( دجاج شواية ) فاشترينا دجاجة واحده ولأني حينها أشعر بالجوع قررت أن أشتري دجاجة أخرى فبنظري واحده لا تكفي فأثنتني زوجتي عن ذلك وقالت يوجد طعام كثير معدود لنا عند العمة .

في منزل العمة روزي
وسرنا نحمل الدجاجة لبيت العمة , سرنا في طريق ضيق وعلى جانبي الطريق قناة تصريف لمياه الغسيل وهو منظر لا يسرك أن تراه , ومررنا بجانب فتاة تجلس على قطعة خشب صغيره وامامها ( طشت غسيل ) وحولها أطفال يلعبون , وبعدها بمسافة قصيرة وصلنا لبيت العمة روزي . وعند المدخل قابلتني سيدة نحيلة تعلق نظارتها على عينان واسعتان تدل على صرامة وعناد وكأنها مديرة مدرسة عرفت حينها لما أنا ألتقي بهذه العمة قبل والد زوجتي . دارت أحاديث كثيرة بيننا كلها تدور حولي أنا وحياتي ولما أنا رجل مطلق ولدي ابنة وهل أنا اريد الزواج بابنتهم و ماهي خططي المستقبلية , حتى شعرت أنني متهم وهذه جلسة تحقيق . ولكن كرجل تعود أن يكون مرناً جاريتهم في الحديث بكل هدوء حتى باغتتني سيدة تجلس في زاوية غير بعيدة عني بسؤالي : هل ممكن أن تأخذ صورة من جواز سفري هنا ضحكت ضحكة حانقة وقلت : هل تعملين في دائرة الهجرة والجوازات ؟ فقالت العمة متداركة هذا السؤال الغريب هذه زوجة ابني الذي يعمل في سنغافورة . قلت : اهلا وسهلا .
كل هذه الأحاديث دارت وزوجتي مطرقه برأسها لم تتحدث ابداً . وضعت لهم اعذارا كثيره فرجل أجنبي يريد أن يتزوج ابنتهم ولا يعرفون عنه شيء قد يكون مشهدا طبيعيا لهم .
قالت العمة : هيا لنأكل . وعلى طاولة الطعام جلست انا اولا وزوجتي وبقي الأخرون ينتظرون تذكرت عاداتنا وصراخنا في المجالس ( والله لا تقوم ) .. ( قم يا ولد الصحون فاضية ) فقلت لهم : لن آكل حتى يجلس الجميع على الطاولة فجلسوا واصبحت العمة تقطع لي من الدجاج وتضع في صحني وتقول : أعرف أن المسلمين يحبون الدجاج , كل ولا تخف فلا يوجد على الطاولة أي لحم خنزير . وتشير للأطباق الأخرى هذه أوصال سمك تونة وهذا ( بانسيت ) بالدجاج وهذا سينقان بلحم العجل . تعرفت وقتها على ( التويو TOYO ) وكيف يمزج مع حبات الفلفل الصغير مع قليل من الكلمنسي ويرش منه بالملعقة على الأرز الفلبيني الأبيض ليقوم مقام الملح .

soy sauce in philippines TOYO
هناك معجزة ربانية في الأرز الفلبيني فهو مختلف عن ما تعودنا عليه فعندما تأكل صحنا من الأرز فلن تشعر بالإنتفاخ والثقل في الحركة كما تفعل أنواع الأرز التي تباع في السعودية . بل ستشعر بالنشاط والحيوية وهذا تعلمته لاحقاً . خرجت من منزل العمة روزي
وسارت معي زوجتي وقريبات لها حتى أوصلنني للطريق الرئيسي , وهذه احد عاداتهم مع الضيوف فهم يسيرون مع الضيف عند مغادرته حتى يصل للمواصلات او لسيارته وهكذا , ركبت الترايسكل وذهبت لفندقي على أن يكون لقائنا غدا صباحا لألتقي بعائلتها .
وصلت لغرفتي وحيداً بعد يوم حافل أخذت أتذكر تسلسل الأحداث متفائلاً بأنني سأحظى بزوجة جميلة ورائعة ومؤدبة . وسأنسى ما أحمله من أسى على نفسي وأخطاء سابقة ارتكبتها في حق نفسي والآخرين .ونمت نوما عميقا جدا كطفل صغير . في الصباح الباكر أستيقضت بنشاط وأستحممت جيداً ووضعت عطرا لا أنساه , تقول لي زوجتي ونحن نتذكر هذه اللحظات الآن تقول : كنت تظهر بمظهر الأغنياء . كم تضحكني هذه التشبيهات فهي لا تدري انني حينها في طريقي للإفلاس الكامل أو أصبحت .
وصلت زوجتي ومعها طفلة صغيرة فقلت من هذه
قالت : ابنة ابن عمتي
فقلت : هل ستذهب معنا ؟
قالت : لا هي فقط ترافقني للفندق .
كانت رسالة فهمتها لاحقاً من العمة فهي لا تزال تخشى على ابنة أخيها مني وحقيقة انه أمر أعجبني .
كنت قد اتفقت سابقاً مع الفندق بأنني أحتاج لسيارة خاصة فكان السائق ينتظر بالفعل فركبنا واتجهنا من سان فيرناندو الى مدينة أصغر منها تقع في اتجاه الجنوب ببضع كلومترات اسمها سان سيمون . في الطريق ونحن في المقعد الخلفي تقول لي زوجتي : لا تنصدم من منظر منزلنا الخشبي فهو لا يبدو جميلا كمنزل عمتي الواسع والمبني من الاسمنت , امسكت بيدها وابتسمت , وساد صمت طويل , بدأت أتذكر منزلنا في المدينة في حي المصانع وأبوابه العتيقة وجدرانه المطلية باللون السماوي والشقوق التي تشكل في الزوايا أشكالا مختلفة تستطيع أن تعد الطبقات واحده واحده وتستنتج منها عدد السنين التي مرت على هذا المنزل . أتذكر مدخله الغريب , فأنت لا تدخل للمنزل بشكل طبيعي بل تسقط في داخله , فالطريق في الخارج مرتفع جدا عن منزلنا ويخيل لك وأنت تدلف من الباب أنك تدخل دحلا في وسط الصحراء . تحتاج لمصابيح وبطارية إضافية . والسلالم التي كنا نصعد عليها للأدوار العلوية تذكرني حبيباتها البارزة من تآكل السنين بالأحذية الطبية ذات الدبابيس . خرجت من هذا المشهد والتفت لزوجتي وقلت : لا عليك أيتها الفلبينية الجميلة قد شاهدت ما هو أسوء من كوخ في غابة , تسكنه مخلوقات لطيفة مثلك .
السلام عليكم
حقيقة قصة من نوع آخر وتجربة فريدة ….ولكن تابعت مقاطع اليوتيوب ووجدتك شخص معتز بدينه وبتوحيده ومحتقر لمشاهد الشرك التي تشاهدها من حولك …والحمد لله الذي هدانا واياك لهذا ونسأل الله أن يصلح حالنا ويحسن ختامنا….
ولكن ان كنت مقدم لك نصيحة في الله فأنت أخي في الاسلام، فالجزء الذي فيه معصية شرعية في القصة أطلب منك أن تحذفه كمثل شرب النبيذ لأني أخشى أن يكون دعاية لمعصية غير مباشرة منك فتأثم على ذالك وتجنبا للمجاهرة في المعصية…وأيضا أسأل الله جل في علاه أن يعصمك منه ويبعدك عنه، لأنه كما تعلم معصية وهي غير هينة في ديننا…
يعلم الله أني قرأت جميع السلسلة من 1 – 12 من رواياتك وغادرت الصفحة ولكن أنبني ضميري أني لم أنصحك هذه النصيحة فرجعت وكتبت هذا والله من باب الخير لك….أرجوا المعذر والسلام عليكم ورحمة الله
عليكم السلام اخي العزيز ماجد . اشكرك على لطفك ونصيحتك . هذا السرد هو عمل فني كل حدث فيه يعتبر جزء من أحداث مستقبلية وليس بالضرورة أن يكون حقيقياً .
اشكرك مره اخرى على لطفك وتعليقك